كان هناك اعتقاد سائد بأن الكرة السعودية قد لا يظهر فيها لاعبين محليين يمكنهم الاحتراف في الأندية الأوروبية الكبرى، خاصة مع اعتماد فرق دوري روشن على لاعبين أجانب في المراكز الرئيسية مما يقلل من فرص أبناء المملكة في الحصول على فرص داخل أرض الملعب.
لكن الأخبار القادمة من القارة العجوز تؤكد أن الكثير من اللاعبين الذين يلعبون في دوري روشن السعودي، تحت مجهر عدد لا بأس به من الأندية الكبيرة، بعد المستويات التي قدموها مع أنديتهم.
تأكيدات السفاعي
أكد مشعل السفاعي وكيل اللاعبين المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم القدم “فيفا”، في تصريحات عبر برنامج “برا 18” الذي يجري بثه على مجموعة قنوات “SSC” الرياضية أن هناك مراقبة مكثفة من أندية أوربية كبيرة لعدد من نجوم دوري روشن السعودي خاصة خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
وقال السفاعي في تصريحاته : ” هناك لاعبين تم طلب التعاقد معهم من قبل أندية أوروبية، وذلك بعد متابعة الكشافين لهم، هؤلاء اللاعبين هم حسان تمبكتي ونواف العقيدي وطلال حاجي وسعد الموسى وعون السلولي وأيمن يحيى فضلاً عن محمد سليمان”
اقرأ أيضاً :
دوري أبطال آسيا للنخبة… رائحة الدخان تتصاعد
واستكمل وكيل اللاعبين الشهير حديثه : ” لؤي مشعبي رئيس الاتحاد يحث اللاعبين السعوديين على الاحتراف الخارجي، وكان لا يمانع في احتراف طلال حاجي ولكن سنه القانونية لم يسمح بذلك”… وأضاف أيضا : ” حسان تمبكتي طُلب خارجياً في 3 بطولات هي الدوري الإسباني والبرتغالي والفرنسي”
وجاءت تأكيدات السفاعي لتشير إلى أن دوري روشن السعودي يجري مراقبته عن كثب، فيما كان هؤلاء النجوم الذين تناولهم وكيل اللاعبين الشهير، هم بالأساس أسماء واعد مع منتخب الأخضر، وهم نواة رئيسية في تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.
تجربة سعود عبدالحميد
فتح احتراف الظهير الأيمن السعودي المميز سعود عبدالحميد في نادي روما الإيطالي الباب أمام الأندية الكثيرة لمشاهدة الأداء المبهر الذي يقدمه مع الذئاب، وهو ما دفع البعض للتفكير في إمكانية تكرار التجربة مع لاعبين آخرين من دوري روشن السعودي.
وكان الهلال السعودي في بداية الأمر يرفض فكرة احتراف المدافع المميز خارجياً لأنه كان يرغب في الاستفادة بخدماته في الوقت الذي اضطر فيه للموافقة بسبب الضغوط التي وقعت عليه لإنجاح التجربة.
واضطر الهلال لتعويض سعود بضم الظهير الأيمن البرتغالي جواو كانسيلو من مانشستر سيتي الإنجليزي حيث رفض ناديه تكرار إعارة اللاعب إلى برشلونة، في الوقت الذي بدأ الجمهور في الاعتقاد أن هذا المحترف الأوروبي ليس بنفس إمكانيات نجم روما.
ورغم أن احتراف سعود كان من الأخبار السعيدة للكرة السعودية، فإن الواقعة نفسها كان لها تداعيات سلبية داخل الهلال لأن الإدارة تعرضت لانتقادات نتيجة التفريط في اللاعب، كما أن مصعب الجوير أحد أهم المواهب لدى الزعيم والذي جرت إعارته إلى الشباب في بداية الموسم.
وكان الجوير مرشحاً للانتقال إلى أحد فرق الدوري الإيطالي، لكن إدارة الهلال رفضت الفكرة وهي سعيدة حاليا بتألقه أمام أعينها مع الشباب ويبدو أن البرتغالي جورجي جيسوس المدير الفني للفريق يرغب في استعادته وأفساح المجال له ومنحه فرصة حقيقية في التشكيلة الأساسية.
ويدرك جيسوس أن المواهب السعودية بمثابة ثروة كبيرة لا يمكن التقليل منها، لأن كل نادٍ يمكنه شراء محترفين أجانب، ولكن الذي سيتفوق في الغالب من سيكون لديه قدرة على جذب لاعبين محليين قريبين من مستوى النجوم القادمة من أوروبا، وهو ما حدث في تجربة احتراف سعود لأنه كان بمستوى يتجاوز اللاعبين الأوروبيين.
مواهب سعودية
رصد السفاعي عدداً من اللاعبين السعوديين، كان من ضمنهم على سبيل المثال عون السلولي مدافع التعاون، الذي يتألق حالياً وأحد عناصر منتخب الأخضر، وفي الوقت نفسه فإنه كان مرشحاً للوصول إلى الهلال خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.
ويدفع الهلال حالياً ثمن عدم وصول السلولي إليه في الشتاء، لا سيما مع تراجع قلبي الدفاع علي البليهي وخاليدو كوليبالي وتقدمهما في السن ولا يستطيع حسان تمبكتي الذي هو أيضا مرشحاً للانتقال إلى أوروبا الصمود أمام المأزق الذي يتعرض له الهلال حاليا على مستوى الخط الخلفي.
ولا يمكن نسيان الجوير والأداء المبهر الذي يقدمه حاليا مع الليث الأبيض، ولكن في الوقت نفسه كان ضمن المميزين الذين تألقوا مع منتخب السعودية في خليجي 26، وربما جرى وضع اسمه في قائمة الهلال المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأميركية بناء على التألق مع الأخضر في ذلك التوقيت.
ويعيش طلال حاجي نجم الاتحاد المعار إلى الرياض في سوق الانتقالات الشتوية الماضية، فترة طيبة للغاية، لأنه كان من أهم اللاعبين الذين تألقوا خاصة مع منتخب السعودية الذي شارك في كأس آسيا للشباب التي أقيمت في الصين قبل أيام ونال الأخضر الوصافة بعدما خسر أمام أستراليا بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
ووصلت العروض إلى الاتحاد، فيما تردد أن اللاعب خضع لمراقبة من بعض الكشافين في نادي أياكس أمستردام الهولندي، لكن رئيس النادي لؤي مشعبي لا يمانع في احتراف طلال خارجياً ولكن بشرط وصول عرض مناسب يتوافق مع إمكانيات اللاعب الشاب.
وخطف حاجي الأنظار بمشاركته في كأس آسيا للشباب، لا سيما أنه كان من أصغر اللاعبين الذين حصلوا على فرصة، ولكن المستوى الذي قدمه يؤكد قدراته الكبيرة خاصة الجانب الهجومي واللعب الجماعي.
ويعيش سعد الموسى مدافع الاتحاد لحظات مميزة باعتباره من أهم اللاعبين أصحاب الجانب الدفاعي داخل النمور، ويبلغ من العمر 22 عاماً، وهو من الأسماء التي أشار إليها وكيل اللاعبين السفاعي التي خضعت لمراقبة من الكشافين في أوروبا، وربما ترى الإدارة أن الفوز بلقب دوري روشن السعودي، قد يفتح الباب أمام الكثير من اللاعبين للرحيل إلى القارة العجوز.
ويتصدر الاتحاد جدول ترتيب دوري روشن السعودي بفارق 4 نقاط عن الهلال الذي يأتي في الوصافة، فيما يملك الفرنسي لوران بلان المدير الفني للنمور الكثير من الوقت للإعداد باعتباره لا يشارك في دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو عامل دائما ما يصب في صالحه فيما يتعلق بالإجهاد والإصابات والمداورة.
وقفز إلى الأذهان اسم أيمن يحيى سالم لاعب وسط النصر السعودي باعتباره أحد المرشحين للرحيل إلى أحد الأندية الأوروبية، خاصة أن المستوى الذي يقدمه في وسط الملعب أثار إعجاب الإيطالي ستيفانو بيولي المدير الفني للفريق.
ويبلغ يحيى من العمر 23 عاماً، وهو من العناصر التي لفتت الانتباه وجرى ضمها إلى قائمة منتخب السعودية بالكثير من المناسبات، وهي دلالة على التفوق الكبير في وسط الملعب.
أحلام مشروعة
من المؤكد أن توافر اللاعبين الأجانب المميزين قد يحجب الفرصة عن المواهب المحلية الواعدة، لكن في الوقت نفسه فإن الاهتمام العالمي بمنافسات دوري روشن السعودي، يضع أي لاعب داخل دائرة الضوء رغماً عنه.
ولا يمكن أن يشارك لاعب سعودي في نادٍ كبير داخل منافسات دوري روشن السعودي، إلا إذا كان استحق ذلك، لأن بديله الأجنبي متوفر باعتباره أنه يحلق لكل فريق الاستعانة بـ8 لاعبين غير سعوديين فوق السن واثنين بالفئات العمرية.
قد يعاني اللاعب السعودي من الحصول على فرصة، لكن إذا اقتنصها ستكون العيون كلها مسطلة عليه، وكان منتخب الأخضر المشارك في بطولة آسيا بالصين خير مثال على أن المواهب الصغيرة تخضع لمراقبة حتى ولو كانت حديثة العهد بكرة القدم.
