كان الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا للنخبة بمثابة فرصة لإثبات مدى جودة الأندية السعودية في التقدم داخل منافسات البطولة القارية، وقد أثبتوا جدارتهم بالمضي قدما نحو نصف النهائي، دون عناء يُذكر.
اقتحم الهلال شباك غوانغزو بطل كوريا الجنوبية وهز شباكه سبع مرات، فيما حافظ حارسه المغربي ياسين بونو على مرماه نظيفاً من الأهداف، ليبدأ البرتغالي جورجي جيسوس المدير الفني للفريق إسكات الانتقادات اللاذعة التي طالته منذ بداية شهر يناير من العام الحالي.
واكتفى الأهلي بثلاثية نظيفة في مرمى بوريرام التايلاندي، ليخطو بثبات نحو الأفق في دوري أبطال آسيا للنخبة، في محاولة من مديره الفني الألماني ماتياس يايسله تقديم شيء للفريق الذي يحاول العودة مجدداً إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.
أما النصر فكان الخوف يسيطر على جماهيره التي كانت تدرك صعوبة المهمة ضد يوكوهاما مارينوس الياباني، لكن رجال “العالمي” وقفوا بقوة بدعم من مدربهم الإيطالي ستيفانو بيولي ونجحوا في الفوز بأربعة أهداف لهدف.
مواجهة سعودية
يخوض الهلال والأهلي مباراة صعبة في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث يمثل الكلاسيكو فرصة لعشاق كرة القدم السعودية في متابعة مدى تفوق فرق “روشن” وإذا كان هناك خبر سلبي هو أن أحد الأندية المنتمية إلى المسابقة المحلية سيخرج من المنافسات، فإن الإيجابي أن فريقاً آخر ضمن التواجد في المباراة الختامية.
اقرأ أيضاً :
دوري أبطال آسيا للنخبة… مواجهات نارية
وكانت إيجابيات وصول الهلال إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة كثيرة منها على سبيل المثال استعادة الصربي ألكسندر ميتروفيتش حاسته التهديفية الغائبة منذ فترة طويلة نتيجة الإصابة حيث اضطر للابتعاد عن البساط الأخضر نحو شهرين تقريباً.
وفي نفس السياق كان دفاع الهلال حديدياً ولم يمنح الفرصة للاعبي غوانغزو في التقدم وتسجيل الأهداف مما ساعدهم في الاحتفاظ بشباك نظيفة، في الوقت الذي كان الخط الخلفي للموج الأزرق محل انتقادات بالسباق خاصة الثنائي علي البليهي وخاليدو كوليبالي.
ونال خط وسط الهلال عبارات الثناء والمديح خاصة الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيش والبرتغالي روبين نيفيز، حيث يعتمد جيسوس عليهما في السيطرة على الكرة وضبط الإيقاع وإفساد هجمات المنافس، والربط بين الدفاع والهجوم.
وتألق البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا هو الآخر وسجل هدفاً بالإضافة إلى قدراته صناعة الخطورة على مرمى غوانغزو فضلا عن تحركاته التي أربكت دفاع بطل كوريا الجنوبية لذا كان من الأوراق الرابحة التي قرر جيسوس الاعتماد عليها.
وفي المقابل فإن الأهلي ربح بوريرام بفضل قدرات لاعبيه المميزين رياض محرز وجالينو وإيفان توني وروبرتو فيرمينو، حيث درس يايسله المنافس جيداً قبل أن يضع خطة اللعب التي تمثلت في الاجتياح الهجومي خلال المباراة وهو ما أسفر عن تقدم “الراقي” بثلاثية نظيفة في أقل من 35 دقيقة.
وحرص يايسله على عدم إرهاق لاعبيه فبعدما ضمن تفوقه في النتيجة قرر تهدئة اللعب حتى مرت الدقائق بسلام من أجل الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة ويصطدم بمواطنه الهلال في مباراة ستكون بمثابة نهائي مبكر للبطولة.
ومن جهته قال يايسله عن تلك المواجهة المرتقبة الثلاثاء : ” مواجهة الغد تجمع بين فريقين كبيرين، ويجب علينا تقديم كل ما لدينا لتحقيق نتيجة إيجابية تسعد جماهيرنا، لدينا 12 لاعباً أجنبياً في البطولات المختلفة، وهذا يعطينا مرونة كافية وميزة، لأننا نملك العديد من اللاعبين الجيدين في بطولة آسيا حتى على دكة البدلاء، ولكن ما يهمني هو الأداء الجيد، وهذا ما أعدكم به خلال المباراة”
وواصل المدرب الألماني حديثه خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد قبل المباراة : ” نستطيع إقصاء الهلال، فالفوارق أصبحت متقاربة، وبوجود جماهيرنا لدينا فرصة للفوز غدا الثلاثاء، لست قلقا من هجوم الهلال، فنحن لا نخشى أحدًا، بل نحترم الجميع، والهلال فريق قوي من الناحية الهجومية، في المقابل نحن كذلك لدينا مجموعة قوي”
أسلحة الهلال والأهلي
يملك الهلال الكثير من الأسلحة في مقدمتها ميتروفيتش الذي إذا استعاد حاسته التهديفية فإنه سيكون قادراً على إلحاق الأذى بدفاع الأهلي، بالإضافة إلى ثنائي الوسط نيفيز وسافيتش، حيث يتميزان بالتسديد الدقيق من خارج منطقة الجزاء، كذلك قدرتهما على دعم الهجوم والزيادة العددية داخل منطقة الجزاء.
ويسعى جيسوس من وراء المباراة إلى تحقيق إنجاز كبير حيث يأمل الوصول إلى النهائي للتخفيف من وطأة الانتقادات التي تطارده بسبب الابتعاد عن المنافسة على لقب دوري روشن السعودي، وتسببت الأخطاء التي سقط فيها بتقديم البطولة على طبق من ذهب للاتحاد الذي بات على بعد خطوات من إعلان تتويجه بالمسابقة المحلية.
وفي المقابل فإن الأهلي يملك خط هجوم ديناميكي يتكون من الثلاثي رياض محرز وإيفان توني وجالينو بالإضافة إلى بعض الأوراق الرابحة مثل فيرمينو، كما لديه قلب الدفاع البرازيلي الهداف روجير إيبانيز الذي يملك قدرات كبيرة في تحويل الكرات الطائشة داخل منطقة جزاء المنافس إلى أهداف.
النصر قوة كبيرة
توقع غالبية من شاهد قرعة الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا للنخبة أن يكون النصر الأكثر معاناة حين التقى يوكوهاما مارينوس، لكن الفوز بأربعة أهداف لهدف بدد مخاوف جمهور العالمي الذي بدأ يحلم بإمكانية التتويج حيث سيلتقي كاواساكي فرونتال لا سيما أن الأخير أقصى السد القطري من المنافسات.
والجدير بالذكر أن النصر تلقى بعض الأخبار السارة مثل عودة الكولومبي جون دوران لقطع صيامه التهديفي وهز شباك المنافس في دوري أبطال آسيا للنخبة حيث لم يسبق له التسجيل في هذه البطولة.
وتزايدات الانتقادات تجاه دوران خلال الفترة الأخيرة لا سيما أن النصر أنفق 77 مليون يورو للتعاقد معه في فترة الانتقالات الشتوية قادماً من أستون فيلا الإنجليزي، ولم يقم بالتسجيل كثيراً مثلما كان يتوقع الجمهور ذلك.
ولكن في الوقت نفسه لا يزال بيولي يراهن بشكل شبه مستمر على الحالة الفنية والبدنية الكبيرة التي يتمتع بها البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد النصر رغم تقدمه في السن وتجاوزه الأربعين عاما، في الوقت الذي تزايدات فيه الانتقادات الفنية بسبب عدم القدرة على الاستفادة من تواجد دوران معه في تشكيلة واحدة وصناعة ثنائي مميز قادر على صناعة الفارق.
ويعاني النصر مثل الأهلي من الغياب عن منصات التتويج ويعني الفوز بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، تحقيق الكثير من الإنجازات المادية والمعنوية لا سيما أن الجمهور شعر بالكثير من الضيق نتيجة الإخفاقات المستمرة، وكان آخرها الابتعاد عن المنافسة على لقب دوري روشن السعودي، والاكتفاء بمنافسة الهلال على مركز الوصافة.
ويبدو واضحا الفارق الشاسع بين مستوى أندية الغرب التي ينتمي إليها الهلال والنصر والأهلي وما ظهر من ممثلي الشرق مثل بوريرام وكاواساكي ويوكوهاما مما يثبت مدى التطور الكبير الذي يعيشه دوري روشن السعودي، ويكفي أن الاتحاد الذي لا يشترك في البطولة القارية وجد الوقت المناسب للراحة والاستشفاء ومن ثم الاقتراب من حسم البطولة المحلية بالإضافة إلى تأهله لمواجهة القادسية في المباراة النهائية بكأس خادم الحرمين الشريفين.
وأمام هذه الحالة من التفوق لأندية دوري روشن السعودي، واقتراب أحدهم من الفوز بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة بنسبة 75% بعد حساب الاحتمالات في نصف نهائي البطولة، لا سيما أن الخطط التي تظهر بحسب التقارير الصحافية تؤكد أن الفرق المنتمية إلى المملكة لديها خطط لتدعيمات قوية في الصيف المقبل لا سيما أن الهلال سيشترك في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة خلال شهر يونيو.
