رحل البرتغالي جورجي جيسوس عن تدريب الهلال، بعد سلسلة من الإخفاقات كان آخرها الإقصاء على يد الأهلي من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، لكن ظل السؤال يطرح نفسه، لماذا لم يلقى الإيطالي ستيفانو بيولي مدرب النصر نفس المصير رغم مروره بسلسلة لا بأس بها من النتائج المخيبة التي أبعدت العالمي عن منصات التتويج.
وخرج النصر من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة على يد كاواساكي فرونتال الياباني، لكن بيولي الذي كان مرشحاً لتدريب روما الإيطالي إذا ما رحل عن النصر قد جرى استبعاده من حسابات الذئاب لا سيما أن الإخفاق القاري كان صعباً على الجمهور وتبقى الأخطاء التكتيكية المرتكبة لم تشجع نادي العاصمة على استكمال المفاوضات معه.
بيولي… ناقوس الخطر
بدأت التقارير تربط بين رحيل بيولي عن النصر وقدوم مواطنه كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي لنادي ريال مدريد والذي عانى هذا الموسم مع الملكي وخسر عدة ألقاب هذا الموسم مثل السوبر الإسبانية وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، فيما بات الفريق يحتاج إلى الفوز على برشلونة للمحافظة على حظوظه في المنافسة على لقب الليغا.
اقرأ أيضاً :
الأثمان الباهظة تقود الأهلي لمنصة التتويج الآسيوي
ولكن حتى هذه اللحظة فإن بيولي مستمر في منصبه، وربما تكون إدارة النصر تنتظر ما ستسفر عنه النتائج المتبقية من منافسات دوري روشن السعودي وإمكانية تأهل الفريق إلى النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة، قبل تحديد مصيره بصفة نهائية.
وعانى بيولي في الكثير من الاختبارات الفنية كان من بينها صعوبة التعامل في توظيف الثنائي كريستيانو رونالدو وجون دوران في خط الهجوم حيث يتعارض تواجدهما من الناحية التكتيكية وظل المهاجم الكولومبي يهدر الفرص في مباريات كانت بحاجة إلى لاعب يجيد استخدام أنصاف الحلول لهز شباك المنافسين.
ومن بين المشاكل التكتيكية التي وقع فيها بيولي مع النصر عدم تطور الخط الخلفي الذي عانى بتواجد إيميريك لابورت بجانب محمد سيماكان، لا سيما أن مدافع منتخب أسبانيا ارتكب الكثير من الأخطاء في مباراة كاواساكي وكان أحد أسباب الإقصاء من دوري أبطال آسيا للنخبة، فيما تفكر الإدارة في إمكانية البحث عن طريقة لرحيله والاستعانة بمحترف أجنبي بديل له.
قرارات صارمة
وباعتبار أن بيولي ينتمي إلى المدرسة الإيطالية فإن الخسارة بمثل هذا الشكل أمام كاواساكي يجب أن يتبعها قرارات صارمة، حيث ذكرت تقارير صحافية أنه استبعد المدافع لابورت حتى نهاية الموسم، بالإضافة إلى اللاعب عبدالرحمن غريب، وذلك بسبب التقصير في مباراة نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.
ومن جهته قال أحمد عطيف لاعب الشباب السابق في تصريحات تلفزيونية : ” من الواضح أن العلاقة أصبحت متوترة بين بيولي ولابورت، حيث وصلت لطريق مسدود، بسبب استبعاده المستمر سواء من المباريات أو التشكيلة الأساسية، السبب في ظهور المدافع الإسباني بمستوى سيئ، هو توتر علاقته مع المدرب، فمن وجهة نظري أن اللاعب لا يشعر بالارتياح”
ويترقب جمهور النصر شكل الأداء أمام الاتحاد في دوري روشن السعودي، لا سيما أن الفريق سيفتقد جهود دوران نتيجة تراكم البطاقات، وهناك شكوك بشكل مستمر نتيجة تشابه أدوار دوران مع رونالدو، وربما يكون للاعب السعودي أيمن يحيى بعض الأدوار الهجومية خلال الفترة المقبلة للتخفيف من الضغط الواقع على الخط الأمامي للعالمي.
نهاية حقبة جيسوس
ربما يختلف الهلال كثيراً عن النصر، في أن الأزرق سيشارك في كأس العالم للأندية المزمع إقامتها في الولايات المتحدة الأميريكية خلال شهر يونيو، لذا لم يكن الإخفاق مقبولاً بأي حال من الأحوال لا سيما أن الوقت لا يسعف المدرب جيسوس في إجراء سلسلة من الإصلاحات اللازمة، وكان لابد من رحيله مع التفكير في بديل له ومن ثم شراء صفقات تتناسب مع إفكاره رجل المرحلة المقبلة.
ورأت الإدارة أن حالة السخط من المدرب فاقت التوقعات وظل الجمهور يضغط من أجل رحيله، لا سيما أن الفريق أصبح قريباً من فقدان لقب دوري روشن السعودي بالإضافة إلى الإقصاء القاري أمام الأهلي في نصف نهائي البطولة، بالإضافة إلى الخروج من كأس خادم الحرمين الشريفين.
وعانى الهلال نتيجة فشل جيسوس في استعادة أفضل نسخة من المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، في ظل فشل صفقة البرازيلي نيمار بكل ما فيها من أمور لم تنل رضاء الجمهور، حيث دخل المدرب البرتغالي في خلافات مع نجم برشلونة وباريس سان جيرمان السابق.
ولم يستطع الجمهور تفسير إصرار الإدارة على التعاقد مع البرازيلي كايو سيزار من فيتوريا غيماريش البرتغالي رغم أن مركزه جرى تغطيته بلاعبين في مركز الجناح وكان الفريق بحاجة إلى قلب دفاع مخضرم.
ويبدو هناك حالة من الاستسلام لمصير الموسم الصفري في الهلال، لذا فإن فكرة رحيل جيسوس أكثر منطقية من ابتعاد بيولي عن النصر لأن العالمي ظل فترة طويلة بعيداً عن الألقاب عكس الأزرق الذي كان دائم الحضور.
ضريبة التغيير
تدرك إدارة النصر أن التغيير له ضريبة كبيرة يمكن أن يدفعها الفريق، لأن المدرب الجديد حتما سيحتاج إلى لاعبين جدد يطبقون أفكاره، التي قد تتعارض مع وجهات نظر بيولي، لذا فإن التفكير العميق هو الحل الراهن قبل إصدار أي قرارات متسرعة.
وفي الوقت نفسه فإن بيولي الذي لم يفز بالكثير من البطولات، قد يكون نقطة تحول في المستقبل إذا ما حصل على بعض التعاقدات خاصة على مستوى الدفاع، وخط الوسط، لأن الهجوم ليس بحاجة إلى الكثير من التغيرات بسبب الاقتراب من تجديد عقد القائد البرتغالي كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى التعاقد في الشتاء الماضي مع الكولومبي جون دوران من أستون فيلا الإنجليزي مقابل 77 مليون يورو بالإضافة إلى 13 أخرى متغيرات.
فضلا عن أن السنغالي ساديو ماني قد يكون العنصر الوحيد الذي يمكن إثارة التكنهات حوله لأن مستواه متراجع فضلا عن أنه يمكن التعاقد مع بديل له، ولكن يبقى هذا الخيار صعباً إلا بعد النظر في الصفقات الأخرى الأكثر أهمية.
ويبدو الفارق واضحا بين بيولي وجيسوس حيث أن الأخير كان بإمكانه أن يصنع الكثير من التغيرات في صفوف الهلال، لكن لم يكن في المستوى المطلوب، خاصة أن الفريق انخفض مستواه كثيراً بإصابة الصربي ألكسندر ميتروفيتش، ولم يكن ماركوس ليوناردو على المستوى المطلوب.
وتبقى مسابقة كأس العالم للأندية هي المحرك الرئيسي حالياً لدى إدارة الهلال، التي ترى ضرورة إجراء تغييرات سريعة لا تحتمل التأخير، لأن الفريق مقبل على مباريات هامة في البطولة أبرزها مواجهة ريال مدريد الإسباني.
وتعكس الصورة الحالية داخل الهلال أهمية المرحلة المقبلة، خاصة أن النادي لديه تصورات بشأن الخطط المستقبلية مثل ضرورة إبعاد السنغالي خاليدو كوليبالي الذي تقدم في السن ويحتاج الفريق إلى مدافع أجنبي بديل له، كما لم تتضح الصورة بشأن التعاقد مع قلب الدفاع عون السلولي نجم التعاون، الذي ارتبط اسمه بالانتقال للموج الأزرق منذ فترة.
وسيظل ملف ميتروفيتش مطروحاً داخل الهلال حيث يرى البعض أن المهاجم الصربي لن يعود إلى سابق عهده وافتقد الكثير من قدراته التهديفية ويجب رحيله، فيما يرى البعض الآخر أن اللاعب بحاجة فرصة أخرى تحت قيادة مدرب جديد قادر على صناعة الفارق، لذا فإن المشاكل الكثيرة التي داخل الفريق كانت بحاجة إلى قرار صارم برحيل جيسوس عكس موقف بيولي الذي بات غير مسؤول عن أخطاء ارتكبها البرتغالي لويس كاسترو الذي سبقه في تدريب النصر.