عقب بدء فترة التوقف الدولي استعداداً لمواجهات المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في قارة أميركا الشمالية، بمواجهتي الصين واليابان فإن بعض المدربين في دوري روشن السعودي يمرون بضغط كبير يصعب تحمله في التوقيت الحالي.
وكانت النتائج في دوري روشن السعودي صادمة للكثير من المدربين الذين عانوا سخط الجمهور خلال الفترة الأخيرة، وكلما اقترب الموسم من نهايته زادت التحديات، ونالت من أعصاب المديرين الفنيين.
جيسوس… الماضي كان أفضل بكثير
يعيش البرتغالي جورجي جيسوس داخل الهلال على أنقاض الماضي الذي حققه في الموسم المنصرم بالفوز بأغلب المواجهات المحلية وتفوقه على المنافسين وتحقيق لقب دوري روشن السعودي، فنال ما أراد واستمر مع الزعيم، لكن ما يتعرض له الموج الأزرق حالياً يؤكد أن الوقت قد يكون محدوداً لاستمراره على هذا النهج.
اقرأ أيضاً
دوري أبطال آسيا للنخبة… شرارة المنافسة تندلع
وربما تقلص الفارق إلى أربع نقاط بين الهلال (الوصيف) والاتحاد متصدر ترتيب دوري روشن، لكن الأزمة الحالية تؤكد أن الوقت ليس في صالح جيسوس أو الزعيم على الإطلاق لأن جمهور الفريق لا يطيق الابتعاد لفترة طويلة عن منصات التتويج لأنه يملك الشغف المستمر لتحقيق البطولات والألقاب.
وربما أخطأ جيسوس في تقدير بعض الأمور الهامة داخل الفريق منها على سبيل المثال أن ثنائي قلب الدفاع علي البليهي وخاليدو كوليبالي تراجع مستواهما في النصف الثاني من الموسم، وكان يجب التدعيم خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لكن رأى المدرب البرتغالي أن يكون التعاقد في مركز الجناج لذا ضم كايو سيزار من فيتوريا غيماريش البرتغالي مقابل 10 ملايين يورو، وجرى قيده تحت السن.
ويدرك جيسوس أن مطالب جمهور الهلال مرتفعة، ولا يقبل بتوالي الإخفاقات، ولا يمكن خسارة دوري روشن السعودي إلا وعليه تعويضه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، لأن الفريق إذا ابتعد عن منصات التتويج يشعر عشاقه أن هناك شيء ما ليس على ما يرام.
ستيفانو بيولي
تعرض الإيطالي ستيفانو بيولي المدير الفني لنادي النصر السعودي لبعض الانتقادات، فيما واجه المدرب بعض المطالب بضرورة رحيله عن الفريق في ظل تذبذب النتائج، وليس منطقياً أن يتعاقد مع لاعب مميز في فترة الانتقالات الشتوية وبرقم ضخم، ولا يجد الفريق الحلول الهجومية اللازمة في الخط الأمامي.
وتعاقد النصر مع الكولومبي جون دوران من أستون فيلا الإنجليزي مقابل 77 مليون يورو بالإضافة إلى 13 أخرى متغيرات، ولم يسجل سوى خمسة أهداف في دوري روشن السعودي، وربما قد يكون الرقم مناسباً لكن بيولي يحاول البحث عن حلول لزيادة المعدل التهديفي للفريق.
ويعلم بيولي أن السنغالي ساديو ماني ليس بالمستوى المطلوب خاصة أن النجم كريستيانو رونالدو هو الآخر يتقدم في السن وكان الفريق بحاجة إلى مهاجم واعد مثل دوران البالغ من العمر 21 عاماً، والتضيحة بالبرازيلي أندرسون تاليسكا الذي ذهب إلى فنربخشة التركي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية كان ضرورة ُملحة.
ومع ذلك فإن النصر يعاني هجومياً، وعادة ما ينقذه رونالدو في بعض الأوقات، لكن البرتغالي لن يكون حاضراً في الموعد باستمرار لذا فإن بيولي عليه البحث عن حلول غيره كي يجد ما ينجده إذا ما تعقدت الأمور.
ولدى الجمهور قناعة بأن المواجهات الكبرى للنصر ستكون الفاصلة في الكثير من المواقف وستثبت إن كان بيولي يقود الفريق لمرحلة مختلفة أم نحو الهاوية وسيجب تغييره بنهاية الموسم الحالي.
ماتياس يايسله
حرص الأهلي على التعاقد مع الألماني ماتياس يايسله لتدريب الفريق لأن لديه قناعة بأن المدرب الشاب له الكثير من الأفكار التي يمكن أن تقود الراقي نحو منصات التتويج عقب الصدمة التي تعرض لها في الماضي بالهبوط إلى الدرجة الأولى ثم الصعود بعد ذلك بمعاونة من الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.
واختفى الأهلي من الصورة بالنسبة للمنافسة على لقب دوري روشن السعودي، حتى أن الجمهور بدأ يتأقلم على الوضع خاصة بعد الخسارة أمام الأخدود أحد المصارعين على الهبوط هذا الموسم بهدفين لهدف، لا سيما أن عشاق الراقي تخيلوا أن الحياة ستكون وردية عقب الفوز على الهلال بثلاثة أهداف لهدفين بنفس البطولة.
وحاول الأهلي الظهور بشكل مختلف في دوري أبطال آسيا للنخبة، دون الاكتراث كثيراً بالإخفافات التي يتعرض لها الفريق في دوري روشن السعودي، لذا كان طبيعيا الخسارة أمام الأخدود الذي كان يصارع على الهبوط، مما وضع الضغوط على المدرب يايسله.
ويحاول يايسله التركيز على بطولة واحدة فقط، لأن القائمة المتاحة أمامه لا يمكنها اللعب في كل اتجاه، ورغم أن البطولة القارية سيفوز بها فريق وحيد في النهاية فإنه يأمل أن يكون الراقي ويحقق مفاجأة من العيار الثقيل.
ولا ينسى الجمهور قرار يايسله الشهير باستبعاد البرازيلي روبرتو فيرمينو من القائمة المحلية مع الإبقاء عليه كي يشارك في دوري أبطال آسيا للنخبة، وتسجيل مواطنه جالينو بدلاً منه حيث جاء في فترة الانتقالات الشتوية الماضية من بورتو البرتغالي مقابل 50 مليون يورو.
جوزيه جوميز
مر البرتغالي جوزيه جوميز مدرب الفتح بالكثير من الأوقات العصيبة لأن فريقه عانى مخاطر الهبوط، وقد استطاع ناديه التعاقد معه في فترة صعبة بعد تركه نادي الزمالك المصري، ليكون الحل المتاح للهروب من دائرة الخطر.
وحاول جوميز ترميم الدفاع في ظل المشاكل التي مر بها الفتح، خاصة أن مركز لاعب الوسط المدافع كان به الكثير من النقص، وهو ما زاد من الضغوط عليه وحاول وقتها التعاقد مع لاعب الأهلي المصري مروان عطية، لكن النادي القاهري رفض التفريط في اللاعب.
وحل الثلاثي الأخدود والوحدة والرائد في المراكز الثلاثة الأخيرة بجدول ترتيب دوري روشن السعودي، لكن في الوقت نفسه فإن الفتح جاء في المركز الخامس عشر بفارق نقطتين فقط عن دائرة الخطر.
ويدرك جوميز أن الإخفاق مع الفتح سيعني الرحيل في نهاية الموسم، لأن الجمهور لن يقبل بفكرة الهبوط إلى الدرجة الأولى والمكافحة كي يصعد مرة أخرى، لا سيما أن الفريق كان بطلاً لبطولة الدوري السعودي، في نسخة 2013.
دانيال كارينيو
تعاقد الوحدة مع المدرب الأوروغوياني دانيال كارينيو في نوفمبر من العام الماضي، لأن فرسان مكة لديهم الكثير من الأزمات منذ بداية الموسم، على أمل البقاء في دوري روشن السعودي الموسم المقبل.
يحتل الوحدة المركز قبل الأخير في جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 22 نقطة، ويحاول كارينيو مقاومة المصير غير المرحب به بالهبوط، لا سيما أن الجمهور استشعر الخطر، رغم الفوز الأخير للفريق على الخليج بهدفين نظيفين.
واعتبر الجمهور أن الفوز على الخليج يمنح الأمل في الاستمرار بمنافسات دوري روشن السعودي رغم صعوبة المهمة وتبقي 9 جولات فقط من عمر المسابقة، لكن في الوقت نفسه لا يعز ف فرسان مكة على نغمة الانتصارات وحدهم بل كان معهم الأخدود الذي ينافس أيضا على تفادي الهبوط والذي فاز في مفاجأة من العيار الثقيل على الأهلي بهدفين لهدف.
أودير هيلمان
في الصيف الماضي تعاقد الرائد مع البرازيلي أودير هيلمان لتدريب الفريق، لكن الفريق حاليا في قاع جدول الترتيب بمنافسات دوري روشن السعودي، ولا يوجد مصير قادم بعد المركز الأخير.
ولكن يمكن للرائد أن يداوي جراحة لأنه يملك 20 نقطة في جدول الترتيب وإذا فاز في مباراتين متتاليتين فإنه يمكنه أن يقلب الطاولة ويبتعد قليلاً عن مراكز الهبوط ويشعل المنافسة داخل دائرة الخطر التي تضم نحو ستة فرق حاليا.
ولكن الأخبار الواردة من داخل الرائد تفيد بأن الإدارة تدرس إقالة هيلمان بعد التشاور مع اللاعبين حول قدراته الفنية وهو ما يزيد الموقف تعقيداً بالنسبة للمدرب الذي يحاول الابتعاد عن مصير لا يحبذه جمهوره على الإطلاق.
