لعل أهم اختبار للمدرب الإيطالي سيموني إنزاغي خلال بداية رحلته لتدريب الهلال سيكون صعباً، لأنه مرتبط ببطولة كبيرة كان من المفترض أن يجري الإعداد لها من جانب إدارة الزعيم حيث سيبدأ الفريق منافسات كأس العالم للأندية، في الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى هذه اللحظة لا يعلم أحد الأسلوب الذي سيلعب به فريق العاصمة السعودية الرياض.
ومن المفترض ألا يكون إنزاغي قد تأثر بالضغوط التي يعانيها الهلال في الوقت الحالي، لأنه يملك الذريعة المناسبة للإفلات من أي مشاكل متوقعة إذا ما سارت الأمور عكس المسار المخطط له حيث بإمكانه التأكيد على أنه في بداية المشروع ولم يستكشف النادي بالقدر الكافي لأنه لم يملك الوقت.
الهلال وإنزاغي… حمى البداية
اضطر الهلال لانتظار إنزاغي حتى انتهاء مهمته مع إنترميلان في المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان والتي خسرها بخماسية، وهو ما كلفه عدم القدرة على الإعداد اللازم لمنافسات كأس العالم للأندية، لا سيما أن الفريق لم يجر الصفقات المنتظرة التي كانت ستشارك معه في البطولة العالمية.
اقرأ أيضاً :
عقد رونالدو مع النصر… مزيج من الحب والسيطرة
وكان من المفترض أن يأتي النيجيري فيكتور أوسمين، ولكن اللاعب قرر الاستمرار في أوروبا، وعدم الانتقال إلى الهلال، ليصبح لزاماً على إنزاغي التعامل مع ألكسندر ميتروفيتش وماركوس ليوناردو، في مركز رأس الحربة على أمل تغيير الوضع في المستقبل، أو محاولة تطوير مستوى الثنائي قبل بدء منافسات كأس العالم للأندية أو الموسم الجديد من دوري روشن السعودي.
ويميل إنزاغي باستمرار للعب بثلاثة لاعبين في خط الدفاع، مع منح الحرية لمركز الظهير في الانطلاق ومساعدة الهجوم من أجل زيادة الكثافة العددية في المقدمة والضغط على المنافس باستمرار، ولكن الهلال نفسه لا يوجد به عدد وفير في هذا المركز.
ووفقا لتقارير صحافية فإن الهلال لديه شكوك حول مدى إمكاينة استمرار علي البليهي وخاليدو كوليبالي في الموسم المقبل، لا سيما أن الفريق يحاول التعاقد مع قلب دفاع مميز في فترة الانتقالات الصيفية الجارية، في الوقت الذي سيكون إنزاغي على موعد مع مواجهة ريال مدريد بكل ما لديه من قوة بالإضافة إلى الصفقات الجديدة التي أبرمها.
وما زاد من الضغوط أن الإدارة ستتحمل فكرة التفاوض مع بديل في مركز رأس الحربة بدلاً من أوسمين، لا سيما أن فرق المقدمة في دوري روشن السعودي لديها أسماء مميزة في قلب الهجوم حيث يملك الاتحاد نجمه وقائده كريم بنزيمة، فيما يقود الإنجليزي إيفان توني الخط الأمامي في الأهلي، أما النصر فاشترى النجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا الإنجليزي الشتاء الماضي مقابل 77 مليون يورو بالإضافة إلى 13 أخرى متغيرات.
وتواجه إدارة الهلال انتقادات لاذعة رغم قرار التعاقد مع إنزاغي وذلك بسبب عدم القدرة على إبرام صفقات مميزة قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية حيث كتب عبدالكريم الجاسر عضو مجلس إدارة النادي السابق عبر حسابه على موقع التغريدات الشهير “إكس” : ” ليس هناك فشل أكبر من أن تكون الأموال في يديك وتعجز عن إتمام صفقة واحدة مهمة ومفيدة طوال 12 شهرًا، وتفرض على فريقك الدخول في منافسة عالمية دون تدعيم… هذا بحد ذاته كلمة الفشل قليلة عليه”
وواصل كتابة العبارات اللاذعة : ” كل الجماهير كان هاجسها الأول المشاركة القوية في المونديال، والمعنيون لا إحساس ولا تحرك ولا شعور بالمسؤولية.. لا ويوعدون بصفقات في الصيف! يعني مطولين، وما فكروا مجرد تفكير أنهم مرفوضون، استمرارهم هو تحدٍ لكل الجماهير التي لا تقبل الفشل ولا المبررات الساذجة”، في إشارة إلى استياء الجماهير من أداء الإدارة”
المال ليس كل شيء
بدأ جمهور الهلال يشعر بالأزمة، الفريق الآن يملك المال، لكن المفاوضات مع النجوم العالميين لم تسفر عن شيء ملموس، والفريق يتأهب لمواجهة ريال مدريد في كأس العالم للأندية ويخشى أن تكون المواجهة بمثابة فرصة للنادي الملكي أن يمطر شباك الحارس المغربي ياسين بونو بعدد وافر من الأهداف، لا سيما أن الفريق لم يكن بالمستوى المطلوب في الموسم الماضي حيث فشل في الفوز بالبطولات وأفرغ الساحة للاتحاد محلياً والأهلي قارياً.
وتواصل إدارة الهلال بحثها عن الأسماء، حيث جرى التفكير في التعاقد مع الدولي الفرنسي المميز بوبكر كمارا نجم أستون فيلا الذي تألق مع فريقه في مسابقة الدوري الإنجليزي، لا سيما أنه متعدد في استخداماته، ويمكنه اللعب في مركز قلب الدفاع أو لاعب الوسط المدافع، يبلغ من العمر 25 عاماُ، وتصل قيمته السوقية إلى 40 مليون يورو، لكن ناديه لن يتخلى عنه بهذا الرقم.
وتستمر إدارة الهلال في البحث عن قلب هجوم لتعويض خيبة الأمل من ضياع صفقة النيجيري أوسمين، وبدأت التفكير في التعاقد مع بنجامين سيسكو لاعب لايبزيغ الألماني الذي تألق الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى التفكير في جيوكيريس مهاجم سبورتنغ لشبونة البرتغالي.
ولكن الوقت يبدو ليس في صالح الهلال، لان هؤلاء النجوم لا يفكرون في اتخاذ القرارات السريعة، فيما لا تجد الإدارة سوى البحث باستمرار بجانب الأفكار التي يطرحها المدرب إنزاغي لإصلاح بعض المشاكل التي يعانيها الزعيم الفترة الأخيرة.
وتواجه إدارة الهلال أيضا سلسلة من الانتقادات بسبب صفقة علي لاجامي الذي انتقل إليه من النصر كانتقال حر، ولكن إدارة العالمي لا تريد التفريط في اللاعب قبل انتهاء عقده، مما سيحرمه التواجد في كأس العالم للأندية.
وتحاول إدارة الهلال دفعه 2.5 مليون ريال سعودي للحصول على اللاعب سريعاً وذلك بعدما أبدى إنزاغي رغبته في التعاقد معه باعتباره من الأسماء التي تألقت مع النصر ومنتخب السعودية، ولكن يبدو أن إدارة الأصفر تريد خمسة ملايين على أقل تقدير كي تسمح له بالرحيل في التوقيت الحالي.
وبدا لجمهور الهلال أن الفريق حتى في الصفقات المجانية يعاني مثل حالة لاجامي، في الوقت الذي رفض فيه الفرنسي ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر لنادي ميلان الانتقال إلى الأزرق في الصيف الجاري، مفضلا الاستمرار في أوروبا.
رحلة في عقول الجماهير
يخشى الجمهور أن يكون الهلال ضحية لنادي ريال مدريد ويصبح فريسة سهلة لاستقبال العديد من الأهداف، ويصبح محلاً للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذا فإن الجمهور يضغط على الإدارة لإصلاح الأخطاء التي يعانيها الفريق في حقبة البرتغالي جورجي جيسوس، ولكن وصول إنزاغي ليس كافياً لذلك، ويجب إجراء صفقات تسمح بإطلاق العنان للأحلام كي تمر برؤوس العشاق.
ويبقى اسم ميتروفيتش من اللاعبين أصحاب المصير المجهول، خاصة أن البعض يرى داخل الهلال، أن اللاعب يعاني الكثير من المشاكل البدنية، مثل الإصابات العضلية المزمنة، كما أنه تعرض لمشاكل في القلب نتيجة الإجهاد الذي تعرض له لكثرة المباريات التي خاضها تحت قيادة جيسوس.
ونفس الأمر بالنسبة للجناح البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا الذي تراجع مستواه، وأصبح النادي يفكر في الحصول على جناح بديل له، في حين يبدو أن مكان سالم الدوسري لا يمكن المساس به لأنه يتألق ومحسوب على فئة المحليين الذين يمكنهم المساعدة بجانب المحترفين الأجانب في الوصول بالفريق إلى منصات التتويج شرط علاج الأخطاء الكبيرة التي تظهر داخل القائمة، وأبرزها أن البدلاء ليسوا بنفس درجة الكفاءة التي يتمتع بها الأساسيين.
